أنت على الحافة.. إذاً... سيحبك الجميع..



 أنت على الحافة..

إذاً... سيحبك الجميع..

من الأمام في كامل أناقتك..

وفي منتصف ظهرك تضع رجلها الحياة ..

هي دفعة ٌ واحدة..

زرُّ التشغيل في رأسك..

سيعيدك لأول الطفولة...

لكأسِ الشاي و كعك الجدة..

لكهربة الصوف القديم في لباسك الشتوي..

لاختبائك في معطف والدك أول البرد..

ترجوان كلاكما..تجسّد هذه المشهدية... كلما جاء الصقيع..

وتشعلُ النار في الحطب..حتى تغب الدفء من اول الرجولة..

كم من طقس حنينٍ بعد ..تحتاجُ منك آلهتك على مذبحها...؟

تصرخ في أذنك الحياة...بأصوات كل من تحب..

و أنت بغريزة البشر الضعيف..

تمسك ُ الحياة من أكمامها...

تشدُّ ياقةَ اللحظات حتى تعيدها..فتقطعُ الأزرار...

تتناثر الأزرار على الأسفلت و تهاجر العروات ..

كيفَ ستغلقُ حبكتك عن برد النهايات المفتوحة؟

أنت على الحافة...

سيحبك الجميع..

حتى الله..

سيحبك الله في يأسك الأخير...

سيجعل في عينيك غابةً بنيّةً ..حتى تدمع بالمطر...

ستغزوك السناجب..وكأنك الأمانُ من البوم ..

وتأتمنك على الجوز في جيوبك...

ستقولُ للحياة..

انا أمانُ السناجب الأخير..

ولا يقع المحارب المؤتمن قبل انتهاء المعركة...

وأنت على الحافة...

ستعيدُ النظر في شربك للقهوة...

وذوقك في الملابس..

وفريق الكرة الذي تشجعه..

قد تبدو أتفه الأشياء... عظيمة..

ستعيدُ قرارك في قتل نملةٍ مسرعة ٍ ...

تحملُ قمحتها وتظنّ أنها قد نجت..

قد يغريك انك أعطيت الحياة لنملة...

هكذا كما ينتشي القدر كل يوم ..عند أجهزة الإنعاش...

قد تعلنُ الثورة...وتلعن الانبطاحية و انكسار الرأس...

قد تشتري لنفسك بندقية...

فاللص قد يدخل بيتك خلسةً..قد يدخلُ رأسك خلسةً..و يسرق قرارك الأخير...

ما بين الرجوع..والسقوط..

قد يغريك النهر...

وصاحب الجندول يُسيّرُ ماؤه كيفما يريد..

يسوقُ الساقطين فيه بالمجاذيف حيث يشاء...

لعلهم قد ركلتهم الحياة في ظهرهم...

لم يرجعوا عن الحافة...حين أحبهم الجميع...

قبل أن يدركوا المعنى..

ويعلنوا الولاء للقهوة..ويمطروا الوعود..

فهذه اللعبة في التوازن...هي لجولةٍ واحدة...


Read more: https://nawasa-elbahr.yoo7.com/t13492-topic#ixzz8Ye7LPAjr

No comments:

Post a Comment

Pages